المؤرخ هيرودوت أو هيرودوتس باللغة الأغريقية واسمه مركب من لفظين هما : " هيرا " الآلهة اليونانية الشهيرة - و " دوت " أو " دوتا " بمعنى أعطى أو أهدى فالاسم يعني هدية هيرا أو عطاء هيرا عاش هيرودوت في القرن الخامس قبل الميلاد (484 ق.م. - حوالي 425 ق.م.)
.ولد هيرودوت في هاليكارناسوس أحدى بلدان جنوب غرب آسيا الصغرى بين سنتي 490 و 480 ق.م ، وهو من أسرة من طبقة الصفوة الإجتماعية ، وكانت أسرته محبة للعلم والشعر والاساطير ، تعمل في السياسة , لهذا اهتمت بتعليمه وتثقيفه ، وقد شغف منذ صغره بالدراسة والتعلم واهتم بقرائة الكتب المختلفة والاشعار والادب والملاحم ، وقد عاصر في بداية طفولته غزو الفرس بقيادة أحشويرش الأول بلاد اليونان ، وكان له عم أسمه وبانياسيس كاتباً وأديباً , فقام بانياسيس بتعليم هيرودوت الشعر الملحمي فاحبه ، وجعله معجباً بهوميروس ، . وعندما كبر هاجر هيرودوت الى ساموس التي كانت مركزاً صناعياً وتجارياً ومركزاً ثقافياً هاماً ، ويرى بعض المؤرخين ان سبب تركه لبلدنه خلافه مع الطاغية هاليكارناسوس أنذاك هو ليجداميس ومشاركته في الثورة ضده وإثارته للناس ،
وبعد اقامته لمدة من الزمن في ساموس قام بأسفاره ورحلاته الواسعة حتى يشبع رغبته الجامحة للبحث عن والمعرفة العلوم ، زار خلال رحلته مناطق مختلفة في اوربا وافريقيا واسيا وقطع في رحلاته بحدود 1700 ميل ، ودامت أسفاره 17 سنة ، اشتهر بالأوصاف التي كتبها لأماكن عدّة زارها وأناس قابلهم في رحلاته العديدة وسجل الكثير من الوقائع والأحداث الممتدة على مساحة مترامية الأطراف في اليونان وفارس ومصر والشام وبلاد العرب , وكان قد حضر إلى مصر وكتب ما شاهدة فيها مؤرخاً تاريخياً وبالطبع كان لغة كتابه الأغريقية , وكان وصفه دقيقاً وجديراً بالثقة , وكانت كتاباته ممتعه ومشوقة غير انه خلط التاريخ بالقصص الشائعة الدارجة على ألسنة العامة فى ذلك العرصر كما كتب كتباً عديدة عن السيطرة الفارسية على اليونان ، أطلق عليه أسم " أبو التاريخ "
وقضى أواخر أيامه في أثينا وفيها قرأ ودرّس من تاريخه في تلك المدينة كما درست في المدن اليونانية الاخرى ، ومنحه اهل أثينا مكافئة مالية كبيرة تقديراً لأعماله وكتاباته التاريخية والادبية الا انه لم يحصل على حق المواطنة الأثينية على الرغم منتقديمه طلباً لذلك ليستقر أخيراً في ثوري في جنوب ايطاليا قرابة عام 444ق.م. حيث أكمل كتابه ، وتوفي في عام 426 أو 425 ق.م.
أطلق هيرودوت على كتابه أسم Iotopins Attoaeievs أي " تمحيص أو إثبات الأخبار " فكلمة Iotopins اليونانية تعنى Historia باللغة اللاتينية تعني " الفحص " أو " البحث " وتحت هذا العنوان جمع هيرودوت ما أستطاع معرفته وتسجيله من معلومات جغرافية وتاريخية ودينية وقصصية في كتابه عن الأمم التى زارها